إن كتاب “الثقة فيما يُقال لك” الذي يتناول النظريات حول كيفية تعلم الأطفال، يبدأ بتذكيرنا بحقيقة أساسية: إن أغلب ما نعرفه تعلمناه من الآخرين. يدرك الأطفال في وقت مبكر أن الآخرين مصدر ممتاز للمعلومات. ولهذا السبب يطرحون الأسئلة. ولكن الصغار يتميزون أيضًا بقدرة ملحوظة على التمييز عندما يزنون الاستجابات التي يثيرونها. ومدى ثقتهم فيما يُقال لهم له علاقة كبيرة بتقييمهم لمصدره. يفتح كتاب “الثقة فيما يُقال لك” نافذة على التفكير الأخلاقي للنباتيين في المدارس الابتدائية، وقدرة الأطفال في سن ما قبل المدرسة على التمييز بين السرد التاريخي والخيال، وموقف الطفل البالغ من العمر ست سنوات تجاه السحر: متشكك، بينما لا يزال منفتحًا على المعجزات. يشاركنا بول هاريس أيضًا نتائج مذهلة عبر الثقافات، مثل أن الأطفال في المجتمعات الدينية في المناطق الريفية في أمريكا الوسطى يشبهون أطفال بوسطن في كونهم أكثر ثقة في وجود الجراثيم والأكسجين مقارنة بثقةهم في الأرواح.
